السبت، 11 يونيو 2016

هل العذاب بكوكب النار سقر قد ذُكر في القرآن؟

๑•ิ.•ั๑๑•ิ.•ั๑ ๑•ิ.•ั๑ ๑•ิ.•ั๑
هل العذاب بكوكب النار سقر قد ذُكر في القرآن؟
 والجواب لأولي الألباب:
 لقد توعّد الله المُكذبين بالقرآن العظيم بعذابٍ شديدٍ من النجم الثاقب وهو أحد كواكب الأراضين السبع، وسوف يمرّ بجانب الأرض فيهلك الله به ألدّ أعدائه، ويتسبب في طلوع الشمس من مغربها، ويُظهر الله به المهديّ المنتظَر في ليلةٍ على كافة البشر وهم صاغرون، 
وذلك لأنّ مرور كوكب جهنم هو أحد أشراط الساعة الكُبرى ويتقدمها كذلك شرطٌ من أشراط الساعة الكُبرى وهو أن تُدرك الشمس القمر.
 تصديقاً لقوله تعالى:
{وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا ۙ وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلًا كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ ﴿٣١﴾ كَلَّا وَالْقَمَرِ ﴿٣٢﴾ وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ ﴿٣٣﴾ وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ ﴿٣٤﴾ إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ ﴿٣٥﴾ نَذِيرًا لِّلْبَشَرِ ﴿٣٦﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ ﴿٣٧﴾}يَتَأَخَّرَ ﴿٣٧﴾}
صدق الله العظيم [المدثر].
ومن خلال هذه الآية المُحكمة الواضحة البّينة نعلمُ من خلالها أنّ كوكب النار هو أحد أشراط الساعة الكُبرى.وأما قوله تعالى:
{كَلَّا وَالْقَمَرِ ﴿٣٢﴾ وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ ﴿٣٣﴾ وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ ﴿٣٤﴾}
 صدق الله العظيم، 
فذلك أحد شروط الساعة الكُبرى يسبق مرور كوكب النار ولذلك أقسمُ الله به
{إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ ﴿٣٥﴾ نَذِيرًا لِّلْبَشَرِ ﴿٣٦﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ ﴿٣٧﴾}
   صدق الله العظيم.  
ومن ثمّ بين الله في مُحكم كتابه أنّ العذاب الذي وعد الله به الكفار ليهلكهم به إن كذبوا بالقرآن العظيم أنّه سوف يهلكهم في الدُنيا
 ببأسٍ شديدٍ من جهنم. تصديقاً لقول الله تعالى:
{خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ ﴿٣٧﴾ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣٨﴾ لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ﴿٣٩﴾ بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٤٠﴾}
صدق الله العظيم [الأنبياء].  
وهذه الآية مُحكمةٌ واضحةٌ بيّنةٌ تُؤكد بأنّ الله سوف يهلك الكفار ببأسٍ شديدٍ من نار جهنم في الدنيا،
ونار جهنم هي ذاتها النجم الثاقب المذكور في القرآن العظيم في قول الله تعالى:
{وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ ﴿١﴾ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ ﴿٢﴾ النَّجْمُ الثَّاقِبُ ﴿٣﴾}
 صدق الله العظيم [الطارق].  
وقال الله تعالى:
 {وَلَوْ تَرَ‌ىٰ إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِن مَّكَانٍ قَرِ‌يبٍ ﴿٥١﴾ وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّىٰ لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ ﴿٥٢﴾ وَقَدْ كَفَرُ‌وا بِهِ مِن قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ ﴿٥٣﴾ وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُّرِ‌يبٍ ﴿٥٤﴾}
صدق الله العظيم.  
فإنما يتكلم عن كوكب العذاب الذي فيه يمترون واعترفوا به بادئ الأمر ثم يكفرون، وقد بدأ الكوكب بالتناوش مع الأرض من مكانٍ بعيدٍ من قبل أن يأتي، وَيَقْذِفُونَ بالغيب عن الكوكب من مكانٍ بعيدٍ وهي الأرض التي هم فيها، فهي في مكانٍ بعيدٍ عن الكوكب والكوكب في مكانٍ بعيدٍ عن الأرض، وبدأ التناوش وهو التأثير على هذه الأرض وهو أي كوكب العذاب لا يزال في مكانٍ بعيدٍ عنها،  فما بالكم يوم يمرّ عليها بمكان قريب؟
 {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٤٨) قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلا نَفْعًا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ (٤٩) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا مَاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ (٥٠) أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ آلآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (٥١)}
 صدق الله العظيم [يونس].
{لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ﴿٣﴾ إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ﴿٤﴾ وَمَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ‌ مِّنَ الرَّ‌حْمَـٰنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِ‌ضِينَ ﴿٥﴾ فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ}
صدق الله العظيم [الشعراء].
{فَارْ‌تَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ﴿١٠﴾ يَغْشَى النَّاسَ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١﴾ رَّ‌بَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾} 
[الدخان].
{وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْفَتْحُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٢٨﴾ قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنظَرُ‌ونَ ﴿٢٩﴾ فَأَعْرِ‌ضْ عَنْهُمْ وَانتَظِرْ‌ إِنَّهُم مُّنتَظِرُ‌ونَ ﴿٣٠﴾}
 صدق الله العظيم [السجدة].
فذلك طلوع الشمس من مغربها، وسبب طلوعها هو كوكب العذاب الذي سوف يمرّ بجانب الأرض،وهاتان الآيتان مع بعضٍ في ليلةٍ واحدةٍ. ولذلك قال الله تعالى:
 {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ}
 [الأنعام:158]. 
 وذلك لأنّها آية عذابٍ، ومنذ متى ينفع الإيمان القومَ حين يروا عذاب ربهم؟
 وجميع الذين أهلكهم الله من قبل صدقوا وآمنوا حين شاهدوا عذاب الله آتٍ إليهم فلم ينفعهم إيمانهم حين ذلك. تصديقاً لقول الله تعالى:
 {وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ ﴿١١﴾ فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَرْكُضُونَ ﴿١٢﴾ لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَىٰ مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ ﴿١٣﴾ قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿١٤﴾ فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ ﴿١٥﴾ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ(16)}
صدق الله العظيم [الأنبياء].  
وقد خوَّف الكفارَ محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بكسف الحجارة بالدُخان المُبين، ولذلك قالوا: 
{أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا}
 صدق الله العظيم [الإسراء:92]،
 ولذلك قالوا:
 {وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الحقّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ}
 [الأنفال].
 إذاً طلوع الشمس من مغربها حتماً يكون بسبب آيةٍ أخرى يكونا معاً في يومٍ واحدٍ، وسبق أن بيّنا الحقّ وفصّلناه تفصيلاً وأنّ كوكب العذاب قادمٌ ويوم مروره سوف يعكس دوران الأرض فتطلع الشمس من مغربها ويهلك الله من يشاء وينجّي من يشاء، حتى إذا تجاوز عن الأرض فمن ثمّ تعود الشمس تطلع من مشرقها، وتستمر الحياة إلى ما شاء الله ويتلو ذلك آية أخرى
ـــــــــــــــــــــــ
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين.
الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني. 
๑•ิ.•ั๑๑•ิ.•ั๑ ๑•ิ.•ั๑ ๑•ิ.•ั๑