الاثنين، 18 أكتوبر 2010

سأل سائل فقال:ماالفرق بين يوم التلاق ويوم الآزفة؟

سأل سائل فقال:ماالفرق بين يوم التلاق ويوم الآزفة؟
وأجاب الذي عنده علم الكتاب فقال:
يا معشر علماء الأمة لقد اختلفتم في البعث وإنما المهدي المنتظر حكم بينكم بالحق

 ولو يتوجه إليكم الإمام المهدي بسؤال ونقول:
 إنكم توقنون جميعاً بالبعث يوم يحشر الله عباده أجمعين وهذا البعث لا خلاف بينكم فيه
وأما سؤال الإمام المهدي هو:
إلى متى أنظر الله إبليس فإن كان جوابكم أنه إلى يوم البعث الشامل لخلق الله أجمعين
ومن ثم نقول لكم:
فإنكم لخاطؤون فسبحوا بحمد ربكم الذي قال عن نفسه:
{ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ }
صدق الله العظيم [القصص:88]
وبعد أن يهلك كل شيء كان في أرضه أو في سماواته سبحانه ثم يطوي السماء كطي السجل للكتب 

فيجمع السماوات بالأرض رتقاً واحداً .تصديقاً لقول الله تعالى:
{ يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ }
صدق الله العظيم [الأنبياء:104]
تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَمَا قَدَرُوا اللَّـهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ }
صدق الله العظيم [الزمر:67]
والبيان الحق لقوله:
{ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } أي: السبع الأرضين.
والبيان الحق لقوله:
{ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ }
أي: السماوات السبع. وينتهي جميع من في السماوات والأرض وينتهي من على السماوات والأرض تصديقاً لقول الله تعالى:
{ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ﴿٢٦﴾ وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴿٢٧﴾ } 
صدق الله العظيم [الرحمن]
ويهلك كل شيء إلا الشيء الذي ليس كمثله شيء الله العزيز الحكيم
 تصديقاً لقول الله تعالى:
{ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ } صدق الله العظيم
ومن ثم يأتي البعث الشامل لكل شيء من الأمم من الباعوضة فما فوقها من الأمم ما يدب أو يطير سواء من الإنس

 أو من الجن أو من الملائكة وكافة الأمم الأخرى ما يدب أو يطير
تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ }
صدق الله العظيم [الأنعام:38]
وذلك يوم الحشر الشامل لكافة عبيد الله صالحهم ومشركهم
تصديقاً لقول الله تعالى:
{ إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَىٰ أُولَـٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ ﴿١٠١﴾ لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ ﴿١٠٢﴾ لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَـٰذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ﴿١٠٣﴾ يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ﴿١٠٤﴾ }
صدق الله العظيم [الأنبياء]
وذلك هو يوم التلاق يوم البعث الشامل للناس أجمعين،
ـــــــــــــــــــ
ولكن يوجد هناك بعث جزئي في يوم الآزفة للرحيل إلى الحياة الدنيا الأخرى تصديقاً لقول الله تعالى:
{ فَادْعُوا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴿١٤﴾ رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ ﴿١٥﴾ يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لَا يَخْفَىٰ عَلَى اللَّـهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّـهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ﴿١٦﴾ الْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّـهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿١٧﴾ وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ﴿١٨﴾ }
 صدق الله العظيم [غافر]
ويوم الآزفة لا يوجد بين المبعوثين كافة عباد الله الصالحين
تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَىٰ مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ }
صدق الله العظيم [الأنعام:94]
ونظراً لأنك قدمت أسئلة كثيرة فنكتفي بهذا القدر من الفتوى الحق في أن البعث 

بعثان اثنان
ــــــــــــــــــ
◄ ونأتي لسؤالك الثاني الذي تقول فيه:
وكلمة "الآخرة" قد جاءت فی الكثیر من آیات القرآن ولكننا لم نكن نعلم أن المقصود منها هو دنیا باطن الأرض، 

والسؤال المطروح هو:
 هل توجد آیات أخری فی القرآن الكریم جاءت كلمة "الآخرة" فیها بمعنی دنیا باطن الأرض؟
والجواب: اِعلم أخي الكريم أنه لا اختلاف في الحياة الدنيا والحياة الآخرة بين جميع علماء الأمة لأنها أكثر ما ذكرت في الكتاب 

ولكنها توجد هناك حياة من الحياة الدنيا باطن الأرض ولا تحيطون بها علما وإنما تعلمون بجزء من الحياة الدنيا تصديقاً لقول الله تعالى:
{ يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْـحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ }
صدق الله العظيم [الروم:7]
◄فلماذا قال الله تعالى:
{ يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْـحَيَاةِ الدُّنْيَا } فلماذا قال ( مِن )؟

وذلك لأنه توجد أرض بها حياة أخرى ولا يقصد هنا الحياة والممات، كلا، بل يقصد حياة المعيشة، وأما الحياة والممات 

فأما المؤمنون فليس لهم إلا موتة واحدة، وأما الكفار فحياتان وموتان، 
ولا نخرج عن الموضوع فنحن الآن نتكلم عن حياة معيشية وليس عن الموت والحياة، 
والله يتكلم في هذا الموضع عن الحياة المعيشية في قول الله تعالى:
{ يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْـحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ }
 صدق الله العظيم [الروم:7]
وذلك لأنه توجد هناك الحياة الدنيا الآخرة باطن أرضكم فيها ملك وملكوت وعالم أكثر بكثير مما في ظاهر الحياة الدنيا الظاهرة 

وتوجد هذه الحياة الدنيا الباطنة باطن أرضكم تصديقاً لقول الله تعالى 
ولذلك قال الله تعالى:
{ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَافِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى }
 صدق الله العظيم [طه:6]
والله سبحانه يتكلم عن عوالم فعلمكم بحياتين في هذه الأرض
بقول الله تعالى:
{ وَمَافِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى }،
وأمّا عوالم السماوات فهم جميعا ملائكة لا يحصي عددهم إلا الله سبحانه ويملأون السماوات السبع وأقربهم إلينا الملأ الأعلى

 بالنسبة لنا ولكنها السماء الدنيا أسفل السماوات السبع والطابق الأول من السماوات تصديقاً لقول الله تعالى:
{ إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ ﴿٦﴾ وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ ﴿٧﴾ لَّا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ ﴿٨﴾ دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ ﴿٩﴾ إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ﴿١٠﴾ }
 صدق الله العظيم [الصافات]
وكذلك السّتّ الأخرى مليئةٌ بعوالم الملائكة،
ثمّ نأتي للأرض فأجد الكوكب الأمّ توجد فيه حياتان، حياةٌ ظاهرها وحياةٌ باطنها،
 ولذلك قال الله تعالى:
{ يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْـحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ }
صدق الله العظيم [الروم:7]،
بمعنى: أنّها لا تزال حياةٌ دنيا أخرى لا يحيطون بها علماً وهي باطن أرضكم
تصديقاً لقول الله تعالى:
{ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَافِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى} 
صدق الله العظيم [طه:6]،
ويحتلّها المسيح الكذّاب وربّها الله وليس المسيح الكذّاب الذي يدّعي الرّبوبيّة،
 وقال الله تعالى:
{ رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ } 
صدق الله العظيم [الرحمن:17]
وذلك لأنّ الحياة الدنيا الأخرى ليس لها غير مشرقين ومغربين، لأنها باطن الأرض ونقطتا المشرقين هما ذاتهما نقطتا المغربين، وذلك لأنّ المشرقين ليسا في جهةٍ واحدةٍ بل إنّ أعظم مسافةٍ في هذه الأرض هي بين نقطتي المشرقين ولذلك قال الإنسان لقرينه الشيطان الذي أضلّه في هذه الحياة:
{حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ}
 صدق الله العظيم [الزخرف:38]
وذلك لأنّ المشرقين هما مشرقــا الأرض السّاهرة التي لا تغيب عنها الشمس وإليها يساق المبعوثون لقضاء حياتهم الأخرى

 المؤقّتة تصديقاً لقول الله تعالى:
{ يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ ﴿١٠﴾ أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا نَّخِرَةً ﴿١١﴾ قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ ﴿١٢﴾ فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ ﴿١٣﴾ فَإِذَا هُم بِالسَّاهِرَةِ ﴿١٤﴾ } 
 صدق الله العظيم [النازعات]،
وهي كرّةٌ خاسرةٌ فعلاً لولا الإمام المهديّ بل لولا الإمام المهديّ بإذن ربّه لفتن المسيح الدّجال كافّة المسلمين

 تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾ }
 صدق الله العظيم [النساء:83]،
وتسمّى الكرّة لأنها الرّجعة إلى الدّنيا وقال الله تعالى:
 { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿٥٣﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ﴿٥٤﴾ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿٥٥﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّـهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧﴾ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨﴾ بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ }
 صدق الله العظيم [الزمر]
وهذا القول يقوله الهالكون من بعد أن يهلكهم الله فيدخلهم نار جهنّم من غير ظلمٍ 
ولكن أنفسهم يظلمون ولذلك قال:
{أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴿58﴾}
 صدق الله العظيم
إذاً الكرّة هي الرّجعة إلى الدّنيا تصديقاً لقول الله تعالى:
{ يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ ﴿١٠﴾ أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا نَّخِرَةً ﴿١١﴾ قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ ﴿١٢﴾ فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ ﴿١٣﴾

 فَإِذَا هُم بِالسَّاهِرَةِ ﴿١٤﴾ }
 صدق الله العظيم [النازعات].
فما هي الساهرة؟
ألا إنها الأرض التي لا تغيب عنها الشمس كما وجدها ذو القرنين،

 وقال الله تعالى: 
{ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَىٰ قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا }
صدق الله العظيم [الكهف:90]
بمعنى: أنها لا تغيب عنها الشمس فإذا غربت عنها أشرقت عليها من ذات نقطة الغروب وذلك لأنّ لهذه الأرض بوّابتين متقابلتين إحداهما منتهى طرفي الأرض جنوباً والأخرى منتهى طرفي الأرض شمالاً، فإذا غربت عنها الشمس إلى جهة الشّمال أشرقت عليها في نفس الوقت من البوّابة الشماليّة
ولذلك قال الله تعالى:
{ حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا } صدق الله العظيم [الكهف:90]
وتلك هي السّاهرة من بعد بعث يوم الآزفة والرحيل إليها لقضاء حياةٍ طيبةٍ إلى ما يشاء الله بعد رحمة الله للأمم 

ببعث الإمام المهديّ الذي بسببه:{ يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ }
صدق الله العظيم [الرعد:39]
وسبق وأن فصّلنا لكم الأرض ذات المشرقين تفصيلاً وهذه هي صورة إحدى البوابتين، وتعلمون البوّابة التي تقابلها من خلال أنّ أشعّة الشمس آتيةٌ من باطن الأرض وظنّ الذين اكتشفوها أنها توجد شمسٌ باطن الأرض ولكنّهم خاطؤون، بل أشعتها آتيةٌ من البوّابة التي تقابلها كما في هذه الصّورة بالحقّ على الواقع الحقيقيّ:
إخواني المسلمين إنّ الصورة أعلاه التقطتها الأقمار الصّناعيّة بوكالة ناسا الأمريكيّة ولم يكونوا يعلمون بأنّ تلك سوف تكون من آيات التصديق، بل لا يحيطون بعلم هذه الأرض المفروشة وأدهشهم الأمر وظنّوا أنّ فيه شمساً باطن أرضنا وأنهم لخاطؤون، بل تلك الأشعّة التي ترونها خارجةً من باطن الأرض إنها الشمس وهي مقابلة البوابة الجنوبية أو الشمالية وذلك الشّعاع الشمسيّ آتٍ من البوابة التي تقابلها كما فصّلنا لكم ذلك تفصيلاً من القرآن العظيم تصديقاً لقوله تعالى: 
{ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنكِرُونَ }
صدق الله العظيم، 
وهذا رابطٌ تجدون فيه فيديو الكوكب العاشر وتصويره بالآفاق وإذا هو مصدّقٌ للبيان الحقّ للذكر كما فصّله
 لكم المهديّ المنتظر تفصيلاً من محكم القرآن العظيم لعلكم توقنون.
وأمّا بالنسبة لسؤال أخي الكريم أبو محمد الكعبي الذي جاء فيه:
{ إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ }
صدق الله العظيم،
والسؤال لماذا جاءت كلمة "سینالهم" بصیغة المضارع ولم تأت بصیغة الماضی"نالهم"؟ 
وهل أنّ عذابهم سيكون مستقبلاً وفي حیاة الدنیا؟
ومن ثمّ نردّ عليه ونفتي بالحقّ:
أنه في هذا الموضع يقصد الجزاء بعذاب جهنم في المستقبل من بعد موتهم بسبب غضب ربّهم لمن أدركه الموت منهم 

وهو لم يتب ولذلك قال الله تعالى: { وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ }
  أي: كذلك يجزيهم بالعذاب المهين.
وأما الذّلّة فهي في الحياة الدنيا من قبل موتهم وقال الله تعالى:
{ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ }
صَدَقَ اللهُ العظيمُ
وأما سؤال أخي أبو محمد الكعبي الذي يقول فيه:
ما المقصودُ بالعذابِ في الدُنيا في الآيةِ:
{ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ } صَدَقَ اللهُ العظيمُ؟
ومن ثمّ نردّ عليه بالحقّ ونقول:
إن ذلك هو العذاب من بعد الموت يتمّ إلقاؤهم في نار جهنم لقضاءالحياة البرزخية في نار جهنم كما سبق التفصيل 

في ذلك في بيان نفي عذاب القبروإثبات العذاب من بعد الموت على الروح في نار جهنم.
وكذلك سؤال أبو محمد الكعبي الذي يقول فيه عن:بيانِ قوْلِ اللهِ تعالى:
{ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ }
 صدق الله العظيم.
وذلك العذاب كذلك كما أثبتناه من قبل أنه في نار جهنم من بعد موتهم وكذلك يوم البعث الشامل ولا يقصد هنا الحياة الدنيا الآخرة

 بل الحياة الآخرة يوم يقوم الناس لربّ العالمين.
وأما السؤال عن: بيان قول الله تعالى:
{ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ 

أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ } 
 صدق الله العظيم.
وتريد أن تفهم البيان لقوله تعالى: { أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ }
 صدق الله العظيم،
فلا يقصد مرتين أي في الحياة الدنيا الأولى والحياة الدنيا الأخرى، وذلك لأنّ الصالحين ليس لهم إلا موتةٌ واحدةٌ،

 تصديقاً لقول الله تعالى: { لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى }
صدق الله العظيم [الدخان: 56]،
وأما البيان لقول الله تعالى { أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ }
صدق الله العظيم،
أي: أجر اتّباع رسول الله المسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وآله وسلّم
وكذلك أجر اتّباع محمدٍ رسول الله

 صلى الله عليه وآله وسلّم.
وأما السؤال الهامّ الذي تريد به: بيان قول الله تعالى:
{ وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ }
صدق الله العظيم [التوبة:101].
فذلك العذاب الأول هو من بعد موتتهم الأولى في الحياة البرزخية الأولى بعد أن قضوا حياتهم الأولى، 

وأما العذاب الثاني فهو من بعد موتهم الثاني بعد أن قضوا حياتهم الدنيا الأخرى لمن مات منهم قبل انقضاء الحياة الدنيا الأخرى، 
 وأما قول الله تعالى:{ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ }  
وذلك يومَ البعثِ الشاملِ فيقولون:
{ قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ ﴿١١﴾ }
 
 صدق الله العظيم [غافر].
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين.
أخو الأنصار السابقين الأخيار الإمام المهديّ ناصر محمّدٍ اليمانيّ