الإمام ناصر محمد اليماني
14 - 03 - 1426 هـ
23 - 04 - 2005 مـ
04:33 صباحاً
14 - 03 - 1426 هـ
23 - 04 - 2005 مـ
04:33 صباحاً
๑•ิ.•ั๑✿๑•ิ.•ั๑ ✿ ๑•ิ.•ั๑ ✿๑•ิ.•ั๑
القرآن رسالةٌ شاملةٌ للثقلين ويحوي مفاتيح الغيب كُلها من الأحداث العظمى الهامّة
من البداية إلى النهاية..
بسم الله الرحمن الرحيم،
وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
قال تعالى:
{فَبَشِّرْ
عِبَادِ ﴿١٧﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ
أَحْسَنَهُ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ
أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨﴾}
صدق الله العظيم [الزمر].
مهلاً
مهلاً، وكان الإنسان عجُولاً متسرعاً في الحكم وذلك صاحب النظرة القصيرة
من دون تدبر بالعقل والمنطق،
وأنا لا أُحاوركم بالطلاسم بل بالقرآن العظيم
بالعلم والمنطق مستنبطاً الحقائق من هذا القرآن العظيم الذي اتخذوه
مهجوراً،
وهو كتالوج لصنع الله الذي أتقن كُل شيء، وقال تعالى:
{وَلَقَدْ
جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَىٰ عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً
لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿52﴾ هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ ۚ يَوْمَ
يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ
رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ(53)} صدق الله العظيم [الأعراف].
وقال تعالى:
{وَجَعَلْنَا
اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ
وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن ربّكم
وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ
فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً}
صدق الله العظيم [الإسراء: 12].
ولكن
للأسف الشديد فإن كثيراً من المُسلمين أصبح جُلّ اهتمامهم بالغُنَّة
والقلقلة ومخارج نطق الحروف دون تدبّرٍ لنطق كلمات القرآن كالذي يَنْعِقُ
بما لا يسمع، أو كالذي يحمل ما لا يفهم كمثل الحمار يحمل أسفاراً ولا يفهم
ما يحمل على ظهره، والقرآن العظيم جعله الله المُوسوعة العظمى فيه خبركم
وخبر ما قبلكم ونبأ ما بعدكم، ولا تحيط التوراة بأنباء القرون الأولى، وقال
فرعون لموسى:
{قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَىٰ ﴿٥١﴾قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى ﴿٥٢﴾} [طه].
وقال تعالى في القرآن:
{اَمِ
اتَّخَذُوْا مِنْ دُوْنِهٖۤ اٰلِهَةً قُلْ هَاتُوْا بُرْهَانَكُمْۚ هٰذَا
ذِكْرُ مَنْ مَّعِىَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِىْؕ بَلْ اَكْثَرُهُمْ لَا
يَعْلَمُوْنَۙ الحقّ فَهُمْ مُّعْرِضُوْنَ}
صدق الله العظيم [الأنبياء: 24].
إذاً
القرآن هو الكتاب الجامع لجميع الكتب السماويّة التي أنزلها الله على
الإنس والجنّ جعله الله كتاباً شاملاً،
ورسوله شاملٌ للإنس والجنّ، فحين
استمعت القرآن الجنُّ قالوا:
{إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا ﴿١﴾ يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا﴿٢﴾} [الجن].
إذاً
القرآن رسالة شاملة للثقلين ويحوي مفاتِح الغيب كُلها من الأحداث العظمى
الهامة من البداية إلى النهاية، ولو أقول لكم كُل ما عندي من العلم
لضجَجْتم عليَّ ضجة رجلٍ واحد: "ما سمعنا بهذا من قبل إن هذا إلا اختلاق".
ذلك
لأن القرآن بدأ غريباً في تنزيله وسوف يعود غريباً في تأويله.
إخواني الكرام لا أقول لكم أنّني نبيٌّ ولا رسولٌ ولكن الله زادني بسطةً في
العلم وأعلم من الله ما لا تعلمون، ولسوف أجاهد الناس بهذا القرآن جهاداً
كبيراً بالحوار بالعلم والمنطق على الواقع الحقيقي، ولا ينبغي لكم أن
تصدقوني ما لم آتيكم بسلطانٍ مبينٍ من هذا القرآن العظيم، وليَ شرط أن
نحتكم إلى هذا القرآن، ومن أحسن من الله حُكماً، ومن أصدق من الله قيلاً،
ومن أصدق من الله حديثاً؟ بأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون؟ وقال تعالى: {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ﴿٥٠﴾}
صدق الله العظيم [المرسلات].
ولو
أقول لكم بأن المسلمين قد كفروا بهذا القرآن العظيم بسبب وقوعهم في فتنة
المسيح الدجال إلا من رحم ربّي؛ بل للأسف الشديد بأنهم قد ضلّوا عن الآيات
المُحكمات التي جعلهن الله في القرآن آيات واضحات بيّنات غنيات كُل الغنى
عن التأويل لا يزوغ عنهنّ إلا هالكٌ ويفهمهن كلُّ ذو لسان عربي، وأقسم
بالله العظيم بأن وضوحهنَّ كوضوح الشمس في كبد السماء بوقت الظهيرة، وقد
يستغرب بعضكم قولي هذا؛ كيف يضل المسلمون عن الآيات المُحكمات التي جعل
الله ظاهرهن كباطنهن للعالم والجاهل لا يزيغ عنهن إلا هالك؟ ولكن هذه هي
الحقيقة يا إخواني المسلمين لقد أوقعكم اليهود في فتنة المسيح الدجال
فأصبحتم بعد إيمانكم كافرين إلا من رحم ربي، ولم يبقَ من الإسلام إلا اسمه
ومن القرآن إلا رسمهُ بين أيديكم.
وأريد أن أُوجه سؤالاً لجميع من كان له قلبٌ أو ألقى السمع وهو شهيدٌ: هل
ترون بأنه إذا ورد إلينا حديثٌ متواترٌ عن جميع رواة الحديث غير أنهُ يختلف
مع القرآن جُملةً وتفصيلاً فهل ترون التصديق به واجباً رغم اختلافه مع
جميع الآيات المحكمات الواضحات البيّنات في القرآن العربي المبين؟ وقد يقول
أحد المُفعمين في علم الحديث:
"إن هذا الحديث ورد عن أناس ثقاتٍ، فأنت تكذب بسنة رسول الله بل أنت قرآني"
وأعوذ
بالله أن اُكون من الذين يفرّقون بين الله ورسوله؛ بل أُكفر بأحاديث
الطاغوت التي لم ينطق بها لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأستمسك
بالعروة الوثقى لا انفصام لها، فلا يستطيع الطاغوت وأولياؤه أن يحرّفوا
فيه شيء ذلك الذكر المحفوظ إلى يوم الدين، ورسول الله -صلّى الله عليه وآله
وسلّم- لم يأمر المسلمين بتصديق الحديث المروي مهما كان الرواة ثقات؛ بل
ربط أحاديثه بالقرآن المحفوظ، وقال:
[ما تشابه مع القرآن فهو مني] صدق رسول الله.
لأنه
لا ينبغي له أن يقول حديثاً مخالفاً لحديث الله، وللعلم إنّني لا أجادل
إلا في الأحاديث التي تكفر بهذا القرآن جملةً وتفصيلاً، وما اتفق مع القرآن
فقد علمت أنه عن رسول الله والإيمان به فرضٌ واجبٌ عليَّ وعلى كُل مسلمٍ
يؤمن بالله ورسوله، وأنا لا أنتمي إلى أي طائفةٍ مذهبيّةٍ من طوائف
المسلمين أجمعين، وعمري ما تعلمت العلم عند أي واحدٍ منهم أبداً، ولكني
مستمسكٌ بما استمسك به رسول الله ومن معه، ثم أنظر إلى الأحاديث عن رسول
الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- ولا أقول هذا حديث ضعيف ولا هذا حديث
قويٌّ متواتر عن أناس ثقات فلا أُزكي على الله أحد، وما يدريني بما كانوا
يفعلون؟ بل ما اتّفق مع هذا القرآن العظيم فسوف آخذ به، ولو اتبع الحقّ
أهواءهم لفسدت السماوات والأرض، ولو اتّبعتَ أكثر من في الأرض لأضلوك، ولا
أقول رضي الله عن فلان، وما يدريني بما في نفس الله وأنّهُ رضي عن فلان؛ بل
أقول الله يرضى عنه فتلك دعوة طيبة، أما أن أقول رضي الله عن فلان فهذا
حُكم من غير سلطان بأن الله رضي عن فلان ولا ينبغي لي أن أقول على الله ما
لا أعلم، وليس معنى ذلك أني أظنّ فيهم ظنَّ السوء بل أجتنب كثيراً من ظنِّ
السوء فأظنّ بهم خيراً، أما أني أشهد بأن هذا من الصالحين الذين رضي الله
عنهم وكأني أعلم بما في نفس الله فهذا مُخالف لأمر الله في القرآن فهل يدري
بتقواهم غير خالقهم فكيف أزكي بالشهادة وأنا لا أعلم بما في نفس المخلوق
ولا بما في نفس الخالق، وإنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى وهل يدري
بنوايا البشر غير خالقهم، وإذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور إن
ربّهم بهم يومئذ لخبير، والله وحده العليم بتقوى العباد فلا ينبغي للناس أن
يزكّوا بعضهم بعضاً، وإن سئل عن تقوى فلان فليقل بما شهد عليه في ظاهر
الأمر كشهادة النسوة ليوسف حاشا لله ما شهدنا عليه من سوء، ولا ينبغي لشاهد
أن يقول بعد ذلك:
"غير أني سمعت الناس يقولون عنهُ السوء"
فهنا
الكارثة إذا كان الشخص بريء مما قاله الناس عنهُ فقد شاركت في النشر
والإعلان وأصبح لي نصيب من الإثم والذي تولى كبر الإفك لهُ عذاب عظيم،
ولولا أن الناس ينشرون ما سمعوا من القول لما استطاع أصحاب الزور والبهتان
أن يؤذوا المؤمنين والمؤمنات، وقد يقول المسلم في عرض أخيه قولاً ويحسبهُ
هيناً وهو عند الله عظيم وقد هوى به في نار جهنم وهو لا يعلم بأن الله قد
غضب عليه من بعد الرضى، فأضاع الانسان مستقبله عند ربّه بسبب كلمةٍ عابرةٍ
قالها في عرض أخيه المسلم فيقول:
"أسمع الناس يقولون بأن فلان كذا وكذا والله لا شهدني وإنما سمعت الناس يقولون ذلك"
فيزعم القائل بأنه قد برئت ذمته بقوله " والله لا شهدني"
وهو قد شارك أصحاب الزور في النشر والإعلان وأصاب قسطاً من الإثم لا بأس
به يهوي به في نار جهنم، أما المؤسس فله عذاب عظيم في الدرك الأسفل من
النار، وقد يأتي المسلم بصلاة وزكاة وصيام وجميع ما أمره الله غير أنهُ لا
سمع قول سوء عن أحد يتكلم الآخرين به ويحسب أنهُ لم يرتكب إثماً وأن قوله
هين وهو عند الله عظيم، إذ تقولون بألسنتكم ما ليس لكم به علم وتحسبوه
هيناً وهو عند الله عظيم،
لذلك قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
[فهل يهوي بالناس في نار جهنم إلا حصائد ألسنتهم].
ولكني
لا أقول رضي الله عن فلان فهنا خالفت أمر الله وزكّيته بالشهادة وكأني
أعلم بما في نفس الشخص وبما في نفس الله
أنهُ قد رضي عن فلان، وقال تعالى:
{هُوَ
أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ
أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ
أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى}
صدق الله العظيم [النجم: 32].
ومعنى قوله: فلا تزكوا أنفسكم أي لا يزكي بعضكم بعضاً هو أعلم بمن اتقى، ولو نظرنا إلى قول نوح حين قال له قومه:
{قَالُوا
أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ ﴿١١١﴾ قَالَ وَمَا عِلْمِي
بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١١٢﴾ إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَىٰ ربّي لَوْ
تَشْعُرُونَ ﴿١١٣﴾ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١١٤﴾ إِنْ
أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴿١١٥﴾}
صدق الله العظيم [الشعراء].
هذا قول نبي لم يزكي صحابته قائلاً:
{وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١١٢﴾ إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَىٰ ربّي لَوْ تَشْعُرُونَ ﴿١١٣﴾}
رغم أنه نبيٌّ وأتباعه يعيشون معه ورغم ذلك لم يزكِّهِم بل رد علمهم لمن
يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور إن ربّهم بهم يومئذٍ لخبير، ولكن مسلمي
اليوم يزكون أناساً لم يعيشوا معهم أو يعرفونهم؛ بل بينهم مئات السنين،
وسوف يتمسك بالحديث الوارد عن أُناس ثقات كما يشهد بذلك ويجادلني به جدالاً
كبيراً حتى لو استخرجت لهُ ألف آية من القرآن تختلف مع هذا الحديث جملةً
وتفصيلاً لأبى أن يعترف بأن هذا الحديث مفترًى على رسول الله -صلّى الله
عليه وآله وسلّم- لأن رواته ثقات، سبحان الله! صدّقَ أحاديث الثقات وكذّب
حديث الله! وأصدق الحديث حديث الله. ويا ليت أنهُ يقول بأني على خطأ في
تأويل الآية وأن تأويلها ليس كما أزعمُ، فهو لن يستطيع لأني لم أجادله
بالمتشابه بل بالمحكم الواضح والبيّن الذي لا يحتاج إلى تأويل بل حق واضح
بيّن، وهل بعد الحقّ إلا الضلال؟
وأرجو المعذرة لقد أطلت عليكم ولم أزل في المُقدمة لأسباب فتنة المسيح
الدجال الذي وقع فيها المسلمون فَصَدَّقُوا أحاديث فتنة المسيح الدجال التي
قلبت القرآن رأساً على عقب، وأصبح المسلمون يرون الحقّ باطلاً والباطل
حقاً، وأستطيع أن آتي بألف دليل من القرآن أحاديث فتنة المسيح الدجال تختلف
مع أحاديث الفتنة جملةً وتفصيلاً والفرق بينهما كالفرق بين النور
والظلمات، وأي ظلمات؟ بل كالفرق بين ضوء الشمس وهي في كبد السماء وظلمات في
بحر لُجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلماتٌ بعضها فوق بعض.
وللعلم بأني لا أجادل بالقياس فأدخل شعبان في رمضان؛ بل بآية في نفس
المُوضوع من الآيات المُحكمات، وقبل الإبحار في فتنة المسيح الدجال سوف
أوجه سؤالاً لأهل العلم والمنطق: هل الله سبحانه وتعالى يؤيد بآياته
المعجزة والبرهان لقدرته للشياطين وأوليائهم ألد أعدائه الذين يدعون الناس
إلى الكفر بالله والشرك به ثم يؤيّدهم الله بمعجزات قدرته تصديقاً لدعوتهم
ضد نفسه وضد كلمة التوحيد وفتنة من آمن بكلمة التوحيد؟ أم أنّ الله يرضى
لعباده الكفر؟!
أيّ إفكٍ على الله ورسوله صدَّقت به المسلمين بأن الله يؤيد
المسيح الدجال بملكوت السماوات والأرض فيقول يا سماء أمطري فتمطر ويا أرض
أنبتي فتنبت ثم يقطع الرجل إلى نصفين فيمر بين الفلقتين ثم يعيده إلى
الحياة من بعد الموت
{وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ ﴿٤٩﴾}
صدق الله العظيم [سبأ].
وأنا
على كامل الاستعداد أن أثبت بمليون دليل من القرآن أن الله لا يؤيد
معجزاته إلا لرسله وأنبيائه وأوليائه تصديقاً لدعوتهم للناس إلى كلمة
التوحيد ومن كذّب الرسل من بعد أن أيّدهم الله بالمُعجزات يعذبهم الله
بعذاب لا يُعذب به أحداً من العالمين.
بالله عليكم يا أهل العلم والمنطق لو كان الله يؤيد الشياطين بالمُعجزات
حتى نصدق دعوتهم ثم يؤيد الأنبياء بالمُعجزات حتى نصدق دعوتهم إذاً كيف
يتبين للناس الحقّ من الضلال؟ فأي خزعبلات وأي افتراءٍ من تأليف اليهود
صَدَّقَ به المسلمون؟
وأقسم بالله الذي لا إله إلا هو لو يقول أحد للحمار:
"يا
حمار هل تعلم بأن آخر الزمان يأتي عدو لله يقول أنهُ الله أو ابن الله ثم
يؤيده الله بالمُعجزات حتى يصدّقه الناس لما يدعي به فتنة للناس"، لقال
الحمار وهو حمار:
"تالله لو يفعل الله ذلك فإنها لم تعد لله حجة علينا أن صدقنا"
ثم يقول الحمار:
"إنّ الله ليس بمجنون! سبحانه أن يؤيد بمعجزاته لتصديق دعوة الباطل وكذلك يؤيد بها لتصديق دعوة الحق".
فكم
استخفت اليهود بعقولكم يا معشر المسلمين فقد وقعتم في فتنة المسيح الدجال
حتى ردّوكم من بعد إيمانكم كافرين.
مهلاً مهلاً يا معشر المسلمين أين ذهبت أسماعكم وأبصاركم وأفئدتكم، فكيف
تقفون ما ليس لكم به علم ولا يوجد لهُ برهان واحد فقط في القرآن؟ بل حتى
كلمة؛ لا بل حتى حرف واحد في القرآن العظيم، ألم ينهَكم الله أن تتبعوا ما
خالف هذا القرآن؟ ألم يقل الله:
{وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} [الإسراء: 36].
فأين
ذهبت أبصاركم حتى تصدقوا أحاديث تخالف لما أنزله الله في هذا القرآن جملةً
وتفصيلاً حتى أصبحت عقيدة لدى المسلمين؟ بل أكثر شيء معروف لدى عالمهم
وجاهلهم أخبار فتنة المسيح الدجال! ولو تسأل أحد رعاة الأغنام عن أركان
الاسلام لقال لا أعلم كم عددها ثم تسأله عن فتنة المسيح الدجال لسردها
واحدةً تلو الأخرى، ذلك بأن أحاديث الفتنة هي أكثر شهرة يرويها المسلمون
كبيرهم وصغيرهم إلا من رحم ربّي حتى افتتن المسلمون عقائدياً فأصبحت
عقيدتهم مُخالفة لهذا القرآن.
فأنا أصرخ وأنادي يا معشر علماء المسلمين
إني أرفع هذا القرآن العظيم على
سنان رمحي داعيكم إلى الحوار بالعقل والمنطق عبر هذا المنتدى، فإن رأيتم
بأني على ضلالٍ مبينٍ فأنقذوني وأفهموني ما أنزله الله في هذا القرآن ولا
تحتقروا شأني أو تقولوا لديك أخطاء لغوية فإني أعترف بأنكم أفصح مني لساناً
وتجيدون الغنة والقلقلة وذلك مبلغكم من العلم؛ بل أدعوكم إلى تلاوة هذا
القرآن ليس ليكون لنا بكل حرف فنمر على كلمات القرآن مرور الكرام فنهذي بما
لا نفهم ونحفظ القرآن ولا نفهم ما نحفظ كالحمار يحمل أسفاراً غير أنهُ لا
يفهم ما يحمل على ظهره، وليس هذا الاقتراح اقتراحي بل الله من أمركم بذلك فلا تكونوا من الذين قال الله عنهم:
{أَفَلَا
يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴿٢٤﴾ إِنَّ
الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ
لَهُمُ الْهُدَى ۙ الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ
وَأَمْلَىٰ لَهُمْ ﴿٢٥﴾}
صدق الله العظيم [محمد].
يا معشر المسلمين،
إن
من أحاديث الفتنة بأن الدجال يقطع رجلاً إلى نصفين ثم يمر بين الفلقتين ثم
يعيدهُ من بعد الموت إلى الحياة، فتعالوا ننظر هذه الحادثة
هل يصدق بها
القرآن أم ينكرها. وقال تعالى:{وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ ﴿٤٩﴾}
صدق الله العظيم [سبأ].
وليس
هذا إلا برهانٌ واحدٌ من القرآن يكذب بهذه الحادثة ولا أظن هذه الآية
تحتاج إلى تأويل فظاهرها كباطنها ذلك بأن الله هو من يُبدئ الخلق ثم يعيده،
ولو يستطيع الباطل أن يعيد الروح من بعد خروجها لما تحدى الله أهل الباطل
من الكفار أن يعيدوا الروح إذا بلغت الحلقوم وقال تعالى:
{أَفَبِهَـٰذَا
الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ ﴿٨١﴾ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ
تُكَذِّبُونَ ﴿٨٢﴾ فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ﴿٨٣﴾ وَأَنتُمْ
حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ ﴿٨٤﴾ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَـٰكِن
لَّا تُبْصِرُونَ ﴿٨٥﴾ فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾
تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾}
صدق الله العظيم [الواقعة].
وكذَبَت
اليهودُ والمسيحُ الدجال أن يعيد الروح من بعد خروجها؛ بل إحياء الموتى من
حقائق قدرات الله التي أنزلها في هذا القرآن، فكيف يستطيع الدجال أن يأتي
بحقائق الآيات التي أنزلها الله في الكتاب مع أن الدجال يدعي الربوبية؟ ألم
يقل الله أنهم لا يستطيعون أن يأتوا بحقيقةٍ واحدةٍ فقط من آيات هذا
القرآن العظيم ولو اجتمعت شياطين الجنّ والإنس على أن يأتوا بمثل هذا
القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيراً؟ بل لا يستطيعون أن
يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له.
يا معشر المسلمين،
أليس إنزال المطر من حقائق آيات الله في هذا القرآن؟
وقال تعالى:
{أَفَرَأَيْتُمُ
الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ ﴿٦٨﴾ أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ
الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ ﴿٦٩﴾ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ
أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ ﴿٧٠﴾}
صدق
الله العظيم [الواقعة].
فكيف يُنزل الدجّال المطر مع أنهُ يدّعي الربوبية؟ أليست هذه الآية نزلت في
القرآن الذي جعله الله حُجَّة علينا؟
يا معشر المسلمين
أليس إنبات الشجر
من آيات الله التي أنزلها في هذا القرآن؟ وقال تعالى:
{أَفَرَأَيْتُم
مَّا تَحْرُثُونَ ﴿٦٣﴾ أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ
الزَّارِعُونَ ﴿٦٤﴾ لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ
تَفَكَّهُونَ ﴿٦٥﴾ إِنَّا لَمُغْرَمُونَ ﴿٦٦﴾ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ
﴿٦٧﴾}
صدق الله العظيم [الواقعة].
لأنكم
رميتم حبوبكم في الأرض فذهبت سُدًى ولم ينبت منها شيئاً، فكيف للدجال أن
يقول يا أرض أنبتي فتنبت فوراً حتى تصير جنة خضراء مع أنه يدعي الربوبية
فيأتي بحقائق آيات الله في الكتاب على الواقع الحقيقي؟ بل أعطيتموه ملكوت
السماوات والأرض فهل ساعد الله في خلق السماوات والأرض فأصبح لهُ شرك فيها
حتى تطيعوا أمره؟ ولكن القرآن يتحدى في هذه المسألة. وقال تعالى:
{قُلِ
ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ
مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ
فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ}
صدق الله العظيم [سبأ: 22].
هذا
خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه يا معشر المسلمين، لقد أضلّكم
اليهود عن القرآن واتبعتم أحاديث الباطل التي ما أنزل الله بها من سلطان في
القرآن، فلم يبقَ من القرآن غير رسمه بين أيديكم، وللأسف الشديد بأنهم
استطاعوا أن يضلّوكم عن الآيات المُحكمات الواضحات البينات كما سردنا بعضاً
منهن فلم نذكر إلا شيئاً يسيراً، والقرآن هو الحكم بيني وبينكم من منا على
الهدى ومن منا على ضلالٍ مبين، ولا أقول كل المسلمين على الباطل بل منهم
طائفة على الهدى وهم الذين سوف يقولون صدقت، ولم آتِ بشيء من عندي فمن
كذبني فقد كذّب بالقرآن، والقرآن رسالة تخص كُل إنسان، فمن منكم يا معشر
شباب أمة الإسلام يعترض على هذا الخطاب فعليه أن يأتي بالسلطان من القرآن،
أما يقول عن زعطان وعن فلتان ليدحض به القرآن فقد كفر بالقرآن وقضي الأمر
الذي فيه تستفتيان.
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
๑•ิ.•ั๑✿๑•ิ.•ั๑ ✿ ๑•ิ.•ั๑ ✿๑•ิ.•ั๑