الإمام المهديّ المنتظَر يفتي بأنّ الدابّة التي ستخرج تكلّم الناس
إنّما هي عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام
بسم الله الرحمن الرحيم،
والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله وآلهم الطيبين والتابعين الحقّ من ربّهم إلى يوم الدين لا نفرّق بين أحدٍ من رسله ونحن له مسلمون، أمّا بعد..
وإنّ الإمام المهديّ ليقدّم اعتذاره إلى ضيفنا الكريم التائب إلى الله بعدم ردِّ الجواب على أسئلته التي لم أعثر عليها أو لا أتذكرها لكثرة الأسئلة والردود على العام والخاص، والإمامُ المهديّ رجلٌ واحدٌ والسائلون أمّة، فصبرٌ جميلٌ.
وما أريده من أحبتي الأنصار تطوعاً وليس أمراً أنّ من عثر على سؤالٍ لم يتمّ الردّ عليه أنْ يبعث به إلينا كرسالةٍ خاصةٍ مع رابط البيان حتى أجيبَ عليه حين تتيسر لنا الفرصة بإذن الله، وصبرٌ جميلٌ معشر السائلين، وما كان الإمام المهديّ ليتعالى على الباحثين عن الحقّ، ونجيب السائلين ولا نعلم من السائل، والمهم أننا رددنا بالجواب ليستفيد الباحثون عن الحقّ بغض النظر هل اهتدى السائل أم كان من الذين لا يهتدون، بل سوف يستفيد من الجواب على سؤاله قومٌ آخرون باحثون عن الحقّ بكل إخلاصٍ وصدقٍ.
وأما الذين هم فرحون بما لديهم من العلم لدى مختلف الأحزاب فنقول:
أولو كان تبيّن لكم أن علمكم باطلٌ في المسألة الفلانيّة ولكنّ الله أفتاكم في محكم كتابه أنّ لكل دعوى برهانٌ، ولذلك قال الله تعالى:
{قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ}
صدق الله العظيم [البقرة:111].
كمثل الذي يفتي أنّ الدابة هي ناقة الله صالح بغير علمٍ من الله إلا اتّباع الظنّ حين جاء ذكر الناقة في القرآن بأنّها آية، ونقول:
نعم آية لقوم نبيّ الله صالح مضتْ وانقضتْ. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ
فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}
صدق الله العظيم [الأعراف:73].
ونتابع قصة قوم نبيّ الله صالح صلى الله عليه وآله الأطهار وسلم فهل رفع الله الناقة إلى مكانٍ عَلِيٍّ
فأنقذها من القتل فشبّه لهم ناقة أخرى ليقتلوها؟
ومن ثم نأتي للفتوى من ربّ العالمين في محكم كتابه للعالِم وعامّة المسلمين. قال الله تعالى:
{قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ ﴿٧٥﴾ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنتُم بِهِ كَافِرُونَ ﴿٧٦﴾ فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿٧٧﴾ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ ﴿٧٨﴾ فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَـٰكِن لَّا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ ﴿٧٩﴾}
صدق الله العظيم [الأعراف].
فهذا يعني أنّ الله لم ينقذها من القتل لحكمةٍ إلهيةٍ، وقتلَ قومُ صالح ناقةَ الله.
تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّـهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ ﴿٦١﴾ قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَـٰذَا أَتَنْهَانَا أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ﴿٦٢﴾ قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَن يَنصُرُنِي مِنَ اللَّـهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ ﴿٦٣﴾ وَيَا قَوْمِ هَـٰذِهِ نَاقَةُ اللَّـهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّـهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ ﴿٦٤﴾ فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَٰلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ ﴿٦٥﴾ فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ ﴿٦٦﴾ وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ ﴿٦٧﴾ كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِّثَمُودَ ﴿٦٨﴾}
صدق الله العظيم [هود].
ويتبين لك يا رجل أنّ قوم ثمود عصوا أمر ربهم ومسّوا الناقة بسوءٍ فعقروها.
تصديقاً لقول الله تعالى:
{كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ ﴿١٤١﴾ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ ﴿١٤٢﴾ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ﴿١٤٣﴾ فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُونِ ﴿١٤٤﴾ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ ربّ الْعَالَمِينَ ﴿١٤٥﴾ أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ ﴿١٤٦﴾ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴿١٤٧﴾ وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ ﴿١٤٨﴾ وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ ﴿١٤٩﴾ فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُونِ ﴿١٥٠﴾ وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ ﴿١٥١﴾ الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ ﴿١٥٢﴾ قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ ﴿١٥٣﴾ مَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿١٥٤﴾ قَالَ هَـٰذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ ﴿١٥٥﴾ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴿١٥٦﴾ فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ ﴿١٥٧﴾ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ ﴿١٥٨﴾ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴿١٥٩﴾}
صدق الله العظيم [الشعراء].
وبعد متابعة قصة نبيّ الله صالح وقومه والناقة آية لهم من ربهم تبيّن لنا إنّها آية مضتْ وانقضتْ وقتلوها يقيناً.
تصديقاً لقول الله تعالى:
{كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ ﴿٢٣﴾ فَقَالُوا أَبَشَرًا مِّنَّا وَاحِدًا نَّتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ ﴿٢٤﴾ أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ ﴿٢٥﴾ سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَّنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ ﴿٢٦﴾ إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ ﴿٢٧﴾ وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ ﴿٢٨﴾ فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَىٰ فَعَقَرَ ﴿٢٩﴾ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ ﴿٣٠﴾ إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ ﴿٣١﴾ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ﴿٣٢﴾}
صدق الله العظيم [القمر].
إذاً عقروها وقُضي أمرُها فأهلكهم الله بذنبهم فسوّاها. تصديقاً لقول الله تعالى:
{كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا ﴿١١﴾ إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا ﴿١٢﴾ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّـهِ نَاقَةَ اللَّـهِ وَسُقْيَاهَا ﴿١٣﴾ فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ
رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا ﴿١٤﴾ وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا ﴿١٥﴾}
صدق الله العظيم [الشمس].
وتعالوا لنبيّن لكم سبب اتّباع هذا الرجل الظنّ،
وتجدون الجواب في قول الله تعالى:
{وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً}
صدق الله العظيم [الأعراف:73].
وسوف يقول لكم الرجل:
أفلا ترون أن ذكر الآية جاء في الموضعين؟
وقال الله تعالى:
{وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآَيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ}
صدق الله العظيم [النمل:82]؟".
ومن ثم يقول الذين يتبعون الظنّ:
"أفلا ترون أنّه ذكر لكم آية في الموضعين وهو موضع الناقة وموضع الدابة؟
ومن ثم يستنبطون حسب زعمهم أنّ الدابة هي الناقة".
ومن ثم يردّ على الذين يتبعون الظنّ الإمامُ المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول:
ذلك هو اتّباع الظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً، وسبب ظنّكم أنّ الناقة هي الدابّة هو ذكر الآية فكم أنتم قوم تجهلون!
فليس هذا هو تفسير القرآن بالقرآن فإنكم لخاطئون؛ بل تفسير القرآن بالقرآن يجب أن يكون على أساسٍ متينٍ مبينٍ وبرهانٍ واضحٍ وضوح الشمس حين الشروق، لا شك ولا ريب كما يفعل الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني فلن تجدوا تناقضاً كما يفتري علينا الجاهلون، ونقرّ ونعترف بالأخطاء اللغويّة وهي حجّة لنا وليست علينا والحمد لله، وتالله إنّهم ليفهمون ويعلمون ما يقصده ناصر محمد اليماني في كافة بياناته وهذا هو الأهمّ والأساس أن يفطنوا لما أقول.
وأما الدابة فيطلق على كل ما يدأب على الأرض سواء كان إنساناً أو حيواناً فيسمى في الكتاب دابة، فكثيرٌ من الآيات في محكم الكتاب ذكرت الدواب ويقصد بها الناس.
وثانياً: إنّ الناس لا ينتظرون خروج ناقة الله صالح عليه الصلاة والسلام؛ بل بعث الإمام المهديّ وخروج الدابّة المسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وآله وسلم وخروج المسيح الكذاب من جنّة الفتنة.
ويا رجل إنّ بيان الإمام ناصر محمد اليماني يقبله كل إنسانٍ عاقلٍ كونه البيان الحقّ للكتاب ذكرى لأولي الألباب وما ينكره إلا أشَرّ الدواب الصمّ البُكْمُ الذين لا يعقلون، فلا تكن منهم وكن من الشاكرين أخي الكريم، واحمد ربك الذي قدّر وجودك في عصر بعث المهديّ المنتظَر ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ؛ ذلكم فضل من الله عليكم عظيمٌ فكونوا من الشاكرين يا أمّة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني